الأشراف آل غالب بن مساعد ذوي زيد
نسب الجد الجامع لآل غالب
هو الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن بن محمد أبي نمي الثاني، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، زوج السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد ﷺ.
أوصافه
كان الشريف غالب رجلًا ضخم الجثة، قوي البنية، جذابًا، حسن الحديث، مهذبًا، ذا عيون واسعة نفاذة. تعلم فنون الحرب منذ صغره، وكان حريصًا على مظهره، فكان يرتدي عباءة، ويضع شالًا من كشمير، وينتعل صندلًا أصفر. وكان في مجلسه يتكئ على وسائد، ويخرج ومعه خيال يحمل مظلة لحمايته من الشمس.
ولايته على مكة المكرمة
تولى إمارة مكة في 8 ربيع الآخر 1201 هـ (1786م) بعد أن تنازل له شقيقه الشريف عبدالمعين بن مساعد. شهدت فترة حكمه ازدهارًا واستقرارًا أمنيًا ملحوظًا. كما كان أول من نظم الشؤون الخارجية والداخلية للحجاز، حيث أنشأ علاقات مع فرنسا وبريطانيا والمغرب واليمن وتركيا ومصر.
حدود إمارته
امتد حكمه إلى شمال الجزيرة العربية (ديار قبائل شمر)، وأواسط نجد (ديار قبائل مطير وعتيبة)، وجنوبًا حتى بيشة في جنوب الحجاز.
إنجازاته
1. في مجال التجارة
• أقام علاقات تجارية قوية مع بريطانيا وفرنسا وروسيا والمغرب.
• امتلك ثماني سفن تجارية كبيرة، عملت في تجارة البن والقمح، منها سفينتان ضخمتان إحداهما إنجليزية.
• كانت سفنه تسافر سنويًا إلى جزر الهند الشرقية لجلب البضائع.
2. في مجال العمران
• استكمل بناء قلعة أجياد، وجعلها مقرًا خاصًا له ولعائلته.
• بنى قصر البياضية، والذي أصبح لاحقًا قصر السقاف.
• شيد قلعة جبل هندي، قصر المبعوث في سوق عكاظ، وقلعة المخصب في الطائف.
• امتلك العديد من البساتين مثل بستان المثناة، وبستان المحرق، وبستان الحسينية في مكة.
3. في مجال التعليم
• أسس مدرسة الشريف غالب بالقرب من الحرم الشريف، وأوقفها لضمان استمرار التعليم.
• أنشأ مكتبة الشريف غالب، والتي نُقلت محتوياتها لاحقًا إلى مكتبة الحرم المكي.
• أوقف وقفًا خاصًا للطلاب الحجازيين الراغبين في الدراسة بمصر.
الأوقاف
• أوقف العديد من الأملاك الزراعية والعقارية في مكة، جدة، الطائف، وادي فاطمة، ووادي الحسينية.
• خصص بعض الأوقاف للفقراء والمساكين وطلبة العلم.
• أوقف جميع أملاكه لصالح ذريته بالتساوي بين الذكور والإناث، وهو ما تميز به عن غيره من الواقفين.
• وثق أوقافه في “الحجة الخضراء”، وهي وثيقة شرعية لا تزال محفوظة.
ذريته
أنجب خمسة أبناء وأربع بنات، ولكن لم يبق عقب إلا من الشريف عبدالمطلب بن غالب، ومن ذريته:
• الشريف صادق باشا بن أحمد عدنان، الذي كادت تسند إليه إمارة الحجاز قبل الشريف حسين بن علي.
• الشريف حيدر باشا بن جابر بن عبدالمطلب، الذي ولاه الأتراك إمارة الحجاز عام 1915م.
• الشريف شرف باشا، الحسين بن علي بن أحمد عدنان، وكانا عضوين في مجلس الشورى بمكة.
وفاته
بعد أن أمرت الدولة العثمانية والي مصر محمد علي باشا بالقضاء على الدولة السعودية الأولى، دبر محمد علي باشا مؤامرة ضد الشريف غالب، وحصل على فرمان من السلطان العثماني بعزله عام 1229 هـ / 1814م، ثم نُفي إلى جزيرة سلانيك.
توفي الشريف غالب هناك عام 1233 هـ / 1817م مسمومًا، لكن ابنه عبدالمطلب بن غالب عاد لاحقًا لتولي إمارة مكة المكرمة لعدة فترات.
المصادر
- القلقشندي، أحمد بن علي – “نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب”.
- تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر – ياغي، إسماعيل أحمد وشاكر، محمود (1430 هـ / 2010).
- كتاب موسوعة القبائل العربية