الدولة العباسية
(١٣٢ – ٦٥٦ هـ) (٧٤٩ – ١٢٠٠ م)
نسب العباسيين
تنسب الخلافة العباسية للعباس عم النبي – صلى الله عليه وسلم -، فمؤسس هذه الدولة هو عبد الله (السفاح) محمد بن علي بن عبد لله بن العباس بن عبد المطلب. ويعتبر قيامها انتصارًا للفكرة التي نادى بها بنو هاشم (العلويون) عقب وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – بإسناد الخلافة إلى أهل الرسول وذويه، وقد هُزِمت هذه الفكرة في مطلع الإسلام. وانتصر التفكير الإسلامي الصحيح وهو أن الخلافة ملك للمسلمين يولون على أنفسهم من يصلح لذلك.
بداية الدعوة
ادعت فرقه الكيسانية (الرافضة) أن الإمامة في عقب محمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية). فدعوها بعد وفاته لابنه أبي هاشم، الذي كان ينتقد الأمويين وقبل موته ذهب إلى ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في الحميمة (الأردن)، وطلب منه أن يعمل على تقويض الحكم الأموي والدعوة لآل البيت.
المرحلة السرية ١٠٠ – ١٢٩ هـ/٧١٨ – ٧٤٦ م
وكان محمد طموحًا، فحمل الفكرة، وبدأ بتنفيذها منذ سنة ١٠٠ هـ، فكانت الحميمة مركزًا للتخطيط وتنظيم العمل، واختار الكوفة مركزًا للدعوة، واختار خراسان مجالًا لانتشار الدعوة، واختار لها دعاة ونقباء أكفاء لنشرها فكانت تنتشر بسرية تامة وببطء باسم آل البيت. فكان عمله يتسم بالسياسة والدهاء وبعد وفاة محمد تولى الدعوة ابنه إبراهيم عام ١٢٥ هـ/٧٤٢ م، وكان الأمويون قد ضعفوا وتفرقوا بعد وفاة هشام بن عبد الملك، بينما أخذت الدعوة العباسية بالانتشار.
صور ووثائق
المرحلة الجهرية وإخضاع خراسان والعراق
في سنة ١٢٩ هـ/٧٤٦ م أمر إبراهيم أبرز قواده أبي مسلم الخراساني (وهو داهية خطير وعظيم من عظماء العالم العسكريين)، أن يعلن الدعوة في خراسان ففعل، فقبض مروان بن محمد (آخر الخلفاء الأمويين) على إبراهيم وسجنه، فتولى أخوه عبد الله (السفاح) الأمر والذي قدم إلى الكوفة مع أهله، ونزل في دار أبي سلمة الخلال وبقي أمره سرًا. استطاع أبو مسلم أن يقضي على نصر بن سيار (والي خراسان) رغم أن هذا الأخير بذل كل جهوده ومحاولاته لصد أبي مسلم واستنجد بالخليفة مروان بن محمد مرتين. واستنجد بيزيد بن عمر بن هبيره (والي مروان على العراق)، ولكن لم يلق أي استجابة لانشغالهم جميعًا بالحروب والفتن. فتمكن أبو مسلم من الاستيلاء على خراسان سنة ١٣٠ هـ/٧٤٧ م. ثم انتزعت العراق من يد يزيد بن عمر بن هبيرة سنة ١٣٢ هـ/٧٤٩ م.
ورغم أن ابن هبيرة لم يستسلم للعباسيين إلا بعد أن أعطاه السفاح العهود والمواثيق والأمان إلا أنهم غدروا به وخانوا العهد وقتلوه. كذلك قتل السفاح بعد إعلان خلافته أبي سلمة الخلال متهمًا إياه بالتواطؤ لنقل الخلافة إلى العلويين. رغم أن هذا الأخير كانت له جهود جبارة في القضاء على الأمويين. وانتشار الدعوة العباسية.
نرى من خلال ذلك مدى اندفاع حماس العباسيين لتأمين قيام دولتهم.
إعلان الخلافة العباسية
خرج عبد الله (السفاح) من مخبئه، وذهب مع جماعته إلى جامع الكوفة، وأعلن خلافته، فبويع بها، في ربيع أول سنة ١٣٢ هـ/٧٤٩ م.
معركة الزاب والقضاء على الأمويين
سير السفاح جيوشه لقتال مروان بن محمد (آخر خليفة أموي) والذي عسكر على نهر الزاب (قرب الموصل) فهزم مروان، وفرَّ من مكان إلى مكان، إلى أن تمكن العباسيون من قتله في مصر سنة ١٣٢ هـ/٧٤٩ م، فاستتب الوضع لبني العباس في جميع الأقطار الإسلامية عدا الأندلس.
عصور الدولة العباسية (إجمالًا)
قامت عام ١٣٢ هـ/٧٤٩ م على أنقاض الدولة الأموية، وزالت عام ٦٥٦ هـ/١٢٥٨ م بعد أن دمر المغول بغداد، وقتلوا آخر خليفة عباسي، فحكم العباسيون في الفترة (١٣٢ – ٦٥٦ هـ) أي ٥٢٤ عامًا.
وتنقسم هذه الفترة إلى مرحلتين (حسب اصطلاح أغلب المؤرخين):-
١ – الدولة العباسية الأولى (١٣٢ – ٢٤٧ هـ/٧٤٩ – ٨٦١ م). وهي مرحلة قوة وسيطرة الخلفاء، وقد حكم عشرة خلفاء في هذه المرحلة.
٢ – الدولة العباسية الثانية (٢٤٧ – ٦٥٦ هـ/٨٦١ – ١٢٥٨ م). وهي مرحلة ضعف الخلفاء وفقدإنهم للسلطة، وسيطرة العسكريين على الأمر. وقد حكم سبعة وعشرون خليفة في هذه المرحلة.
المصادر
- المصور في التاريخ – المؤلف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان.
- حضارة وادي الفرات – المؤلف: عبد القادر عياش.
- الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية – المصدر: بحوث ودراسات.
- هارون الرشيد والعصر الذهبي للدولة العباسية – المصدر: قصة الإسلام.