ديار القبيلة
تقع منازل بني عطية في شمالي غرب المملكة العربية السعودية، في النصف الشمالي من حرَّة العويرض حتى حرَّة المواهيب. وتقطن عشائر بني عطية في تبوك، وحالة عمَّار، وحسمى، وبئر ابن هرماس، والقربة بقربها، ومغيراء، والقليبة، وتيماء، وجبل اللوز، وحرَّة بني عطية، وحرَّة تبوك، والأخضر، وذات الحاج، وشرفة بني عطية، وفجر، ومحطة الأوجرية، ومحطة المصطبغة.
نسب بني عطية
اتفق رواة العصر ومحققو هذا القرن على ما ثبت بالتواتر من ثقات النسابين من بني عطية، أن الجد المؤسس لبني عطية هو معاز من نسل أسد بن ربيعة العدنانية. وهذا يعني أن بني عطية (المعازة) هم أبناء عمومة قبيلة عَنَزة، التي تُعد من أكبر وأقوى قبائل الجزيرة العربية في الوقت الحاضر.
وقد سقط العديد من أسماء أجداد معاز حتى أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، ولم يعرفها رواة العصر أو نسابة العطاونة، ولم تُؤرَّخ في المصادر القديمة أو الحديثة. ولهذا كان من الصعب على الباحثين تحديد تسلسل نسب معاز بدقة أو معرفة البطون التي ينتمي إليها من قبائل ربيعة.
أبناء معاز:
يُرجح الرواة أن معازًا كان له ثلاثة أبناء:
1. عطية – وهو الأكبر، وأبناؤه الأكثر عددًا، فغلب اسمه على عموم أبناء معاز، وصار الجميع يُعرفون بـ”بني عطية” أو “العطاونة”.
2. عقيل أو عقيلان.
3. خميس.
أسماء بني عطية في الدول المختلفة:
• في مصر يُطلق على القبيلة اسم المعازة.
• في الأردن والمملكة العربية السعودية يُطلق عليها اسم بني عطية أو العطاونة، وأحدهم يُلقب بـ عطَّوي.
فروع بني عطية الرئيسية:
قسم بعض الرواة بني عطية إلى ثلاثة فروع رئيسية:
1. العطيات.
2. العقيلات.
3. الخمايسة.
تاريخ نماء بني عطية
يروي كبار بني عطية في المملكة العربية السعودية أن الجد معاز وأبناءه (عطية، عقيل، خميس) نزحوا من ديار ربيعة العدنانية في شرقي نجد، حوالي أوائل القرن الخامس الهجري. ثم استقروا في مناطق سكاكا، الجوف، وتيماء شمال نجد، قبل أن تبدأ عشيرة بني عطية في النمو والتوسع.
وفي القرن السابع الهجري، بدأ العطاونة بالانتقال إلى تبوك وما حولها حتى خليج العقبة، بطريقة تدريجية ومرحلية. وخلال هذه الفترة، تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة تبوك، وجبال حسمى، ومعظم ديار قبيلة جذام التاريخية، مستفيدين من ضعف بطون جذام وانكماشها نحو الشام، وهجرة بعضها إلى مصر.
في القرن العاشر الهجري، بدأ بني عطية بالتوسع أكثر، بينما كانت عشيرة الحويطات تنمو أيضًا وتنازع بني عطية على مناطقهم، حتى تغلّبت الحويطات على بعض المواضع تدريجيًا، بينما حافظ بني عطية على مناطق شرقي حسمى والبدع حتى تبوك.
بني عطية في الأردن
انتقل العديد من فروع بني عطية إلى جنوبي الأردن، حيث مارس بعضهم الزراعة بجانب الرعي، واستوطنوا في الكرك، القطرانة، وما جاورها من مناطق جنوب بلاد الشام. وفي القرنين الأخيرين، تحالف العطاونة مع عشائر المجالية ضد قبيلتي بني صخر وحويطات العلاوين، مما ساعد في انتشار فروع بني عطية في شرقي الأردن.
كما كان لبني عطية هجرات موسمية، حيث كانوا ينتقلون صيفًا من بادية تبوك إلى الأردن طلبًا للمراعي، ثم يعودون مجددًا مع حلول الشتاء.
دور بني عطية في التاريخ الحديث
شارك بعض فصائل بني عطية في الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، في مناطق تبوك، الكرك، وغيرها. كما ساهموا مع الحويطات وعَنَزة في معارك تحرير العقبة، القدس، ودمشق من القوات العثمانية.
سمعة بني عطية بين الرحالة والمؤرخين:
• في القرون الماضية، اشتهر بني عطية بالسطو على قوافل الحج والتجارة، مما جعل حكام مصر والشام والعثمانيين يقدمون لهم مبالغ مالية (الصُرَّة السنوية)، للحد من هجماتهم على قوافل الحج والمستودعات التموينية على الطرق.
• كانوا معروفين بـ شدة المراس وقوة البأس، وهي صفات جعلتهم يحظون بمكانة قوية بين القبائل.
بني عطية في مصر (المعازة)
نزل الكثير من بني عطية (المعازة) إلى مصر منذ خمسة قرون، واستمرت موجات هجرتهم حتى أوائل القرن العشرين. ومن أبرز فروعهم هناك:
• السليمات
• الخمايسة
• المصابحة
• العقيلات
أماكن استقرارهم:
• أقاموا فترة قصيرة في سيناء، لكنهم لم يستقروا فيها بسبب العداء مع قبائل التياها والترابين.
• انتقلوا إلى غرب خليج السويس، واستوطنوا قرب جبال الجلالة، حيث مارسوا الزراعة والرعي والصيد.
• امتدت عشائرهم لاحقًا في الصحراء الشرقية حتى قنا.
• انتقل بعضهم إلى محافظات الشرقية والإسماعيلية، حيث شكلوا شبه مقاطعة في العهد المملوكي والعثماني.
ذكر بني عطية في المصادر التاريخية:
• أول ذكر لهم في مصر كان عام 923 هـ في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس.
• عُرفوا باستقلاليتهم، حيث لم يتقربوا لحكام مصر، سواء من المماليك أو محمد علي باشا، ولم يشاركوا في الحروب السياسية.
• رغم ذلك، كانوا محل احترام وهيبة في عيون المماليك والعثمانيين.
تفصيل فروع بني عطية في المملكة العربية السعودية
1. العطيات
• تضم: الحمران (منهم الشيخ سالم بن عيد بن حرب)، والفراجات (منهم الشيخ جزَّاع بن كريِّم بن عطية).
2. الرويعيات
• أصلهم من العليين، لكن انفصلوا ذاتيًا في العصور المتأخرة.
3. العليين
• فروعهم: الجميعانيين (وفيهم مشيخة العليين)، العرجان، السعيدات، الذيبة، الدواغرة، الكرشة، الزعاترة.
• مساكنهم: تبوك وشمال شرقها.
4. السبوت
• فروعهم: الفراحين (وفيهم مشيخة السبوت)، الزلوع، الظلاليم، الرويعيات (غير المذكورين سابقًا)، المراعية، النجيعات، النجرة، اللهامطة، القرعان، البريكات.
• مساكنهم: حول تبوك.
5. الفريعات
• من أبرز عشائر بني عطية، ويعود أصلهم إلى الجد فريع، أحد أحفاد معاز.
• أهم فروعهم:
• السرابطة (وفيهم مشيخة الفريعات).
• المغاربة.
• الرواضيح.
• المريعات.
• الدهسة.
• الزبالة.
• الجواهرة.
• الجهامرة.
• المقابلة.
• الزبيحات.
• مساكنهم: تتركز في تبوك وما حولها، وكذلك في مناطق متفرقة في الأردن.
6. السليمات
• من أشهر بطون بني عطية، ويرجعون إلى سليمان بن عطية.
• أبرز فروعهم:
• الحرابية.
• الشناذرة.
• السميرات.
• الحسينات.
• المغاربة (غير مغاربة الفريعات).
• السعيدانيين.
• المعاودة.
• المشاعلة.
• مساكنهم: تتركز في تيماء، العلا، وبعض مناطق الأردن ومصر.
7. السواحلية
• يُعرفون بهذا الاسم لأن بعض أجدادهم ارتحلوا نحو السواحل، خصوصًا في العقبة.
• أهم أفخاذهم:
• البكرات.
• الخنانزة.
• الرشودات.
• السرحان.
• العطون.
• مساكنهم: في العقبة، البدع، وبعض المناطق القريبة من البحر الأحمر.
8. الخمايسة
• أبناء خميس بن معاز، وهم أحد الفروع الرئيسية الثلاثة.
• أبرز عشائرهم:
• العواودة.
• الرحيلات.
• المحاميد.
• الهلبان.
• المشاقبة.
• مناطقهم: يسكنون في مناطق متفرقة بين تبوك، شمال السعودية، وجنوب الأردن.
9. العقيلات
• تعود أصولهم إلى عقيل بن معاز.
• أهم فروعهم:
• العويضات.
• الزويديين.
• المعيقلات.
• الرحيبات.
• مساكنهم: منتشرين في السعودية والأردن.
10. الأحامدة
• عشيرة قوية من بني عطية، لها وجود تاريخي في المنطقة.
• أبرز أفخاذهم:
• الهواورة.
• العطون (غير عطون السواحلية).
• الزبن.
• الرواضين.
• أماكنهم: يتركزون في شمال غرب المملكة، وبعض المناطق في الأردن.
علاقة بني عطية مع القبائل الأخرى
• كانت لبني عطية صلات وتحالفات مع بعض القبائل، مثل:
• الحويطات: رغم المنافسة التاريخية بين القبيلتين، إلا أن هناك تحالفات بين بعض فروعهم، خصوصًا في الأردن.
• بني صخر: هناك صراعات قديمة بين الطرفين، لكنها تلاشت مع الزمن.
• عنزة: تعتبر بني عطية أبناء عمومة لقبيلة عنزة، كونهم جميعًا من ربيعة العدنانية.
مكانة بني عطية في العصر الحديث
• اليوم، يُعتبر بنو عطية من القبائل القوية والمؤثرة في شمال غرب السعودية، الأردن، ومصر.
• منهم شخصيات بارزة في السياسة، الجيش، والتجارة، ولهم دور مهم في تطوير منطقة تبوك وما حولها.
• استمروا في ممارسة الرعي، الزراعة، والتجارة، بالإضافة إلى الالتحاق بالوظائف الحكومية والعسكرية.
ختامًا
بني عطية قبيلة ذات تاريخ طويل، وأصول قوية تمتد إلى ربيعة العدنانية. وقد استطاعت الحفاظ على مكانتها عبر القرون، سواء من خلال الاستقلالية السياسية أو التكيف مع المتغيرات الحديثة.
المصادر
1. موسوعة القبائل العربية – محمد سليمان الطيب
2. المكتبة الشاملة