لمحة عن العجمان:
تنحدر قبيلة العجمان من علي بن هشام، الملقب بعجيم. هناك قول بأن سبب اللقب يعود لشق في لسانه، حيث كان يعجم في لهجته بسبب عقدة لسانه. ولكن المؤرخ الأردني راشد بن حمدان الأحيوي يرفض هذا القول، معتبراً أنه تخريج ساذج للقب العجمان. يقول: “لو صح ذلك لكانت النسبة إلى جد العجمان عجمي بفتح العين والجيم – أو أعجمي والجمع عجم أو أعاجم”. ويرى أن التسمية جاءت من عزتهم وخبرتهم الطويلة في القتال والحروب.
راكان بن حثلين:
راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين العجمي (1230 هـ/1814 – 1310 هـ/1892)، المعروف بكنيته أبو فلاح، كان أميرًا، شاعرًا، فارسًا مغوارًا وزعيمًا لقبيلة العجمان. بعد وفاة والده الشيخ فلاح، تولى عمه حزام المشيخة، وجعل راكان ساعده الأيمن. تنازل حزام لراكان عن المشيخة في عام 1262هـ لكبر سنه، فأصبح راكان شيخًا لقبيلة العجمان.
أسر راكان بن حثلين:
بعد معركة الخويراء “معركة العجمان”، قررت السلطة العثمانية في الأحساء بقيادة نافذ باشا وضع حد لتمرد قبيلة العجمان ومساعدتهم لسعود بن فيصل وغاراتهم المتكررة على الأتراك. وتم القبض على راكان بن حثلين، زعيم العجمان وأحد قادة التمرد ضد الاحتلال التركي. أفادت الوثائق أنه تم أسره بجوار الأحساء في أواخر عام 1871م، ونفيه إلى قضاء نيش في ولاية تونا بروم. وكان السبب الرئيسي في اضطرابات العثمانيين في بغداد والبصرة والأحساء والحجاز.
أمضى راكان حوالي سبع سنوات في الأسر. وشارك في الحرب القائمة في البوسنة والهرسك بين إمارة صربيا والدولة العثمانية. كتب رسالة إلى الإدارة العثمانية قال فيها: “وإنني من عشيرة العجمان من قصبة الحصة – سنجق نجد – بغداد، وأقضى عقوبة قلعندليك بسبب العقوبة السابقة لي، وإنني لست من مشايخ القبيلة وإنما من أواسط الفقراء. اتضح من ذلك بأني لا يمكن أن يصدر عني أي حركة غير مرغوبة ضد الدولة… وقد قضينا العمر في ديار الغربة ولا أملك قوة لرعاية نفسي وأهلي من جهة إدارتهم وإدامة حيلتهم”.
تظهر الوثائق أن راكان أظهر شجاعة وبسالة نادرتين في القتال ضد القوات الصربية وقراداغ عثماني في تلك المعارك. وفي يوم 26 يونيو 1877م، نفى إلى نيش لارتكابه جريمة سياسية، وقد أفرج عنه بناءً على قرار من السلطان بعد تحقيقات موسعة.
تأثير أسره على القبيلة:
لم يكن راكان بن حثلين مجرد زعيم لقبيلة العجمان، بل كان رمزًا لصمودها وقوتها وتحديها وأساسًا لوحدتها. كان شديد الحب لقبيلته، وتغنى بهم في قصائده. بادلته القبيلة الحب والاحترام، وكان وقع خبر أسره شديدًا على نفوس أفراد القبيلة وزعمائها. بدأ زعماء العجمان مثل منصور بن منيخر، ومحمد بن جمعة، ومحمد الدامر، وليل بن نهار المتلقم يخططون للانتقام من الأتراك، باستخدام القتال والمواجهة تارة، والحيلة والدهاء تارة أخرى.
المصادر:
1. “العجمان وزعيمهم راكان بن حثلين”
2. كتاب “معجم قبائل المملكة العربية السعودية” لحمد الجاسر، ص 513.
3. “العجمان – الموسوعة العربية الميسرة”، 1965م. نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
4. محمد البسام، “الدرر الفاخر في أخبار العرب الأواخر (قبائل العرب)” (ط. 2)، ص 93.
5. حسين خلف الشيخ خزعل، “تاريخ الكويت السياسي”، ج. 1، ص 35.
وثائق تاريخية:



































