شمر (قبيلة)

10

نسب قبيلة شمر


اختلف في سرد نسب قبيلة شمر على قولين:

  1. شمر بن عبد بن جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء، وهو قول ابن الكلبي وابن ماكولا.
  2. شمر بن عبد جذيمة بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء، وهو قول ابن الأثير.

وقال الزركلي:

“شمر بن عبد بن جذيمة بن ثعلبة بن سلامان، من طيئ: جد جاهلي. يُنسب إليه الشمريون، وهم اليوم بطون كثيرة في البلاد العربية السعودية، تجتمع في ثلاث قبائل: سنجارة، وأسلم، وعبدة.”

ويروى أن الملك امرؤ القيس الكندي نزل فيهم في الجاهلية، وقال:

هل أنا ماشٍ بين شوطٍ وحية

وهل أنا لاقٍ حي قيس بن شمرا

أقسام قبيلة شمر وحكم الجبل

تنقسم قبيلة شمر إلى ثلاثة أقسام كبيرة


  • عبدة
  • الأسلم
  • زوبع

ولم تُعرف شمر كقبيلة مستقلة عن طيء إلا في القرن السابع الهجري، وذلك بعد حادثة كبيرة غيرت موازين القوى في نجد؛ حيث اندلعت حرب بين قبائل شمر الثلاث (عبدة، الأسلم، وزوبع) وبين أمير يُدعى بهيج بن ذبيان الزبيدي، الذي كان يسيطر على المنطقة وقبائلها، وكانت عاصمته عقدة.

استطاعت قبائل شمر الإطاحة بالحاكم بهيج وطرده من مُلكه، فرحل بهيج ومن معه من طيء إلى الجزيرة بالعراق. وبعد وصوله هناك، توفي بهيج متأثرًا بطعنة خلال هجوم شمر عليه.

بعد وفاته، سعت قبيلته للانتقام، فعادوا إلى جبل طيء. وفي تلك الفترة، كانت جعفر من قبائل شمر في نخيل البقعاء. وعندما أنهوا جمع محصولهم من التمر وتوجهوا إلى حائل في قوافل، كمنت لهم جماعة بهيج في منطقة الخاصرة بين البقعاء وحائل، فدارت معركة قُتل فيها من الجعفر تسعون رجلاً.

تولى أبناء عمومة القتلى رعاية أبناء القتلى، وسُموا بعد ذلك بـ اليتْمان. ومع ذلك، لم تؤسس القوى المنتصرة حكمًا حضريًا، وظلت القبائل تُحكم بنظام بدوي، حيث كل شيخ يحكم فرع عشيرته دون تجاوز منطقته.

رغم هجرة فروع عديدة من طيء إلى العراق والشام ومصر، بقيت قبيلة شمر كممثل رئيسي لطيء، واستقلت باسمها. وقد انقسمت كل عشيرة من شمر إلى قسمين: قسم هاجر، وقسم بقي في موطنه حتى اليوم.

إمارة جبل شمر


في عام 905هـ، وصل إلى رئاسة عشيرة عبدة الأمير علي الكبير بن عطية آل جعفر، وقد أسس أول حكم مركزي حضري في مدينة حائل. وعلى الرغم من أهمية إنجازه، لم تشمل سلطته كامل جبل شمر، إذ ظل شيوخ القبائل يحتفظون بسلطتهم.

استقر الأمر لآل علي مع تولي الأمير محمد بن عيسى آل علي الذي لُقب بـ “الأشمل” لشمول سلطته كامل جبل شمر وشمال نجد. وقد أصبحت الإمارة في عهده ذات هيبة، وتعد الأقدم في نجد بحسب الروايات المتواترة.

انضمام آل علي إلى آل سعود


مع انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والتي دعمتها الدولة السعودية الأولى، انضمت حائل في عهد الأمير محمد بن عبد المحسن آل علي إلى الحكم السعودي، وسُمي أميرًا للمسلمين بعد هذا الانضمام.

لكنه قُتل على يد الأتراك في مقصورة الداحس وسط حائل، ودُفن في مقبرة الزبارة بحائل، بينما أُرسل رأسه إلى السلطنة العثمانية في إسطنبول. ونُقش على قبره:

“محمد بن علي أمير المسلمين وأسكنه دار السلم والسلام.”

سلالة آل الرشيد


بعد اغتيال محمد بن عبد المحسن آل علي، تولى أخوه صالح بن عبد المحسن الحكم عام 1818م. لكن في عام 1820م، أنشأ عبد الله العلي الرشيد ما يُشبه المعارضة، فقام صالح بن عبد المحسن بنفيه إلى العراق.

بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، عادت الدولة السعودية الثانية ضعيفة ومليئة بالخيانات. في إحدى الغزوات، كان الإمام فيصل بن تركي وعبد الله بن رشيد في طريقهم إلى القطيف، فجاءهم خبر مقتل الإمام تركي بن سعود (والد فيصل).

أراد فيصل إخبار أصحابه، لكن عبد الله الرشيد نصحه بعدم ذلك قائلاً:

“بعض ربعك فواده”

أي أن بعضهم يبحث عن مصلحته وربما يقتله.

اقترح عبد الله بن رشيد تكوين مجموعة سرية من الموثوقين لقتل مشاري قاتل الإمام تركي. وبالفعل، دخلوا القصر وقتلوا مشاري في 11 صفر 1250هـ / 18 يونيو 1834م.

استرداد إمارة آل علي


استطاع الأمير عيسى بن عبيد الله آل علي استرداد إمارة جبل شمر في عام 1837م، وطرد عبد الله بن رشيد منها. لكنه لم يستمر طويلًا، إذ عاد عبد الله الرشيد واستردها، وفرض الإقامة الجبرية على عيسى في القصيم.

وبهذا، انتهى حكم آل علي وبدأ حكم آل رشيد في جبل شمر.

سقوط حائل


تولى الأمير محمد الطلال الحكم في حائل عام 1921م بعد لجوء الأمير عبد الله المتعب الرشيد (الحاكم الحادي عشر) إلى آل سعود. وكانت المرحلة تنذر بنهاية إمارة آل رشيد.

قام عبد العزيز آل سعود بفرض حصار على حائل، وخاض الأمير محمد وأهالي حائل وقبيلة شمر معارك ضارية في الدفاع عن المدينة. لكن الدعم العسكري البريطاني لقوات آل سعود رجّح كفة المعركة لصالحهم.

وسقطت حائل بيد قوات عبد العزيز آل سعود في 29 صفر 1340هـ الموافق 2 نوفمبر 1921م، وبهذا انتهت إمارة آل رشيد.

المراجع


  1. خالد بن سليمان بن علي الخويطر (2013). كون الصّريف (ط. 1). بيروت: جداول للنشر والتوزيع.
  2. ابن ماكولا. إكمال الكمال، ج 4، ص 76.
  3. ابن الكلبي. نسب معد واليمن الكبير، ج 1، ص 246.
  4. ابن الأثير الجزري. اللباب في تهذيب الأنساب، ج 2، ص 208.
  5. الحميري. شمس العلوم، ج 6، ص 227.
  6. خير الدين الزركلي. الأعلام، ج 3، ص 176.
  7. ماكس فون أوبنهايم وآخرون. البدو، الجزء الأول، ص 248.
  8. حمد عبيد العطوني الشمري (2018). تاريخ آل علي وآل رشيد وغيرهم في جبل شمر. ص 94–96.
  9. “قبيلة شمر بطون وأفخاذ تنداح في المنطقة”. البيان. 23 يونيو 2018.