عنزة (قبيلة)

8

قبيلة عنزة هي قبيلة عربية عدنانية، موطنها نجد وشمال الحجاز وبادية الشام والعراق والكويت وشمال الجزيرة العربية، ومن هناك انتشرت إلى مناطق أخرى، منها ليبيا والأهواز وسيناء وتركيا. وتُعدّ عنزة من أكبر القبائل في الخليج والشام.

نسب قبيلة عنزة


يعود نسب القبيلة إلى عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

عنزة في الحجاز


تُعدّ قبيلة عنزة من أكثر القبائل المعاصرة وجودًا في الحجاز، ومن أقدمها نزولًا في المنطقة، وذلك وفقًا للمصادر التاريخية التي تناولت الحديث عن الحجاز، وتحديدًا خيبر في العصر العباسي.

عنزة في نجد


كانت بعض بطون قبيلة عنزة تتواجد في نجد، وتحديدًا غرب حائل، إلا أن أحداث الجوع والقحط والجفاف التي أصابت نجد دفعت الكثير منهم إلى الهجرة نحو شمال الجزيرة العربية.

عنزة في الشام والعراق


في القرن الثامن عشر الميلادي، كانت عنزة تتسيد مدن الواحات في سوريا والعراق. ورغم أنهم لم يكونوا مزارعين، إلا أنهم قاموا بجباية المحاصيل من السكان، بينما كانوا يهاجرون شمالًا إلى جنوب تركيا في أشهر الصيف، إذ كانوا يجمعون الجزية من سكان المنطقة. وكانت تُعرف الجزية آنذاك باسم “أخوة (الأخوة)”، وفي المقابل تعهد رجال القبيلة بحماية المزارعين من القبائل الأخرى. وانتشرت عشائر القبيلة الأخرى شمالًا عبر سهوب الأردن وشرقًا حتى الفرات.

خارطة توزيع قبائل الجزيرة العربية في مطلع القرن السابع م؛ تظهر قبيلة عنزة في أقصى الشمال.

استيطان عنزة في الشام


كان تحديد الاستيطان لأفراد القبائل البدوية في البلدات والقرى المجاورة عملية مستمرة دائمًا في المنطقة. إذ لا توجد العائلات المستقرة من عنزة في سوريا فقط، والتي يوجد بها أكبر عدد، وإنما توجد أيضًا في لبنان، والأردن، والأحواز (إيران)، والضفة الغربية، إذ سُميت قرية عنزة بالقرب من جنين في فلسطين.

زيارات الرحالة الأوروبيين لقبيلة عنزة


في القرن التاسع عشر، زار القبيلة في معقلهم في الشام كلٌّ من الرحالة السويسري يوهان لودفيك بركهارت، والرحالة البريطاني تشارلز داوتي، وجمعا من القبيلة تفاصيل كثيرة عن حياة البدو.

قصة مجول المصرب والليدي جين ديغبي


من أشهر القصص التي حدثت في بادية عنزة، كانت قصة الشيخ مجول المصرب العنزي الذي ارتبط بالليدي جين ديغبي، وهي سيدة إنجليزية أرستقراطية من نورفولك. كانت متزوجة من ثلاثة من نبلاء أوروبا، أولهم الملك لودفيج الأول ملك بافاريا، ثم السياسي النمساوي فليكس شوارزنبرغ، ثم جنرال ألباني.

بدأت القصة حين زارت جين ديغبي الشام، في وقت كانت عشيرة المصرب مسيطرة على طريق البادية من حمص ودمشق إلى تدمر، التي كانت مقصداً للسياح الأجانب، فتتكفل هذه العشيرة بإيصالهم وإرجاعهم بأمان مقابل أجر مادي. رافقها في رحلتها الشيخ مجول المصرب، وفي الطريق، وعند وصول القافلة إلى موقع يسمى وادي المنصف قرب بلدة أرك، داهم القافلة غزو من العربان، فخافت السيدة خوفاً شديداً، وطمأنها مجول، وأظهر شجاعة كبيرة، مما أثار إعجابها، فتزوجته رغم أنه يصغرها بعشرين سنة.

أقامت جين ديغبي مع زوجها في نواحي البادية في صحراء تدمر مدة خمسة عشر عاماً، عاشت خلالها حياة بدوية كاملة، فحازت احترام البدو، ولقبوها بـ”أم اللبن” ثم “الموضي”. ولم تقم بزيارة بلدها إلا مرة واحدة خلال هذه المدة، عام 1256م، ولم تكررها حتى وفاتها.

الرولة في جنوب الشام


في جنوب الشام، امتدت مضارب الرولة من الأردن إلى سوريا، وأصبحت كبيرة وقوية لدرجة أنها تطورت عمليًا إلى قبيلة مستقلة. انخرطت قبيلة الرولة في معارك مع عشائر أخرى، وأصبحت العدو اللدود لقبيلة شمر، التي كانت تقطن نفس المضارب تقريبًا بين العراق وسوريا. هيمنت شمر على شمال شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن التاسع عشر بعد سقوط دولة آل سعود الثانية.

الرولة والثورة العربية


شارك الرولة في “الثورة العربية” ضد العثمانيين في عام 1916، وتمركزت عشائر عنزة الأخرى في صحراء العراق.

عنزة ودورهم في صراع الجزيرة السورية


بين عامي 1916 و1921، شهدت مدينة الرقة وعموم الجزيرة السورية صراعاً على الحُكم، حيث تداخلت الطبقات السياسية والاقتصادية والمجتمعية المحلية مع نظيرتها الوطنية والدولية.

نوري الشعلان والتحالف مع الفرنسيين


كتهيئة للأجواء المحلية، عقد الفرنسيون اتفاقيات مع زعماء من قبيلة عنزة، منها اتفاقهم مع الأمير نوري الشعلان، أحد زعماء الأفخاذ الجنوبية. شاركت قواته في هجوم الفرنسيين على الجيش السوري الوطني في معركة ميسلون، وكان له دور في دخول غورو دمشق، فكافأه بمبلغ كبير ومنحه ضمان السيطرة على منطقة دمشق أمنياً.

مجحم بن مهيد والفرنسيون


جنوباً، كان مجحم بن مهيد، زعيم فرع الفدعان، قد أبرم اتفاقًا مع الفرنسيين منذ يوليو 1919، يقضي بدعمه للانتداب الفرنسي مقابل مبلغ مالي كبير. واعتُقل لاحقًا من قبل حكومة فيصل، لكن البريطانيين أفرجوا عنه بضغط من المفوض الفرنسي جورج بيكو.

قبل الزحف على حلب، وقع بن مهيد اتفاقاً سرياً مع الفرنسيين، نص على أن يقود شرطة البادية ويخضع لقوانين الانتداب الفرنسي، مقابل راتب شهري.

الانقسام داخل الفدعان

انقسمت عشيرة الفدعان إلى:

  • فرع “الولد” الذين والوا زعامة آل مهيد.
  • فرع “الخرصة” الذين والوا ابن قعيشيش المعارض للفرنسيين.

تحالف حاجم بن مهيد، عم مجحم، مع الحكومة العربية، وعارض الاحتلال الفرنسي، فتحالف مع الأتراك الكماليين، وأعلن في 10 آب 1920 “دولة الرقة المستقلة” بالتعاون مع رمضان شلاش، حاكم الرقة.

الصراع مع الفرنسيين


واجهت الدولة الوليدة مقاومة فرنسية، ولم تفلح المفاوضات مع حاجم، فبدأت فرنسا قصف المدينة في سبتمبر 1920، بينما دعمه الأتراك بـ250 جندياً. قرر حاجم شن هجوم على حلب، واحتل منبج، لكنه فشل في دخول حلب، فعاد إلى الرقة.

نهاية “دولة بن مهيد”


الضربة القاضية لمشروعه كانت اتفاقية تركيا-فرنسا في أكتوبر 1921، فتفكك حكمه، ودخل الفرنسيون الرقة دون مقاومة. توسّط مجحم بن مهيد للإفراج عن عمه، فعاد حاجم مجرد زعيم قبلي.

أهمية الرقة وصراع القوى


كان الصراع على الرقة محركًا للتدخلات:

  • فرنسا أرادت السيطرة عليها لكونها بوابة نحو ولاية الموصل.
  • تركيا دعمت الزعامات المناهضة للفرنسيين، مثل حاجم بن مهيد، لمواجهة نفوذ عائلة إبراهيم باشا الملي الكردية.

البداوة والحدود الحديثة


أدى إنشاء الحدود الحديثة في الشرق الأوسط إلى إضعاف أسلوب حياة البدو. وكانت قبيلة عنزة من المتضررين، إذ كانوا يتنقلون عبر مناطق واسعة. ورغم الترتيبات المؤقتة في أوائل القرن العشرين، إلا أن معظمهم استقر داخل الدول الحديثة، مثل الكويت والعراق ولبنان وسوريا والأردن. وغالبًا ما يميز المستقرون حديثًا بألقابهم مثل العنزي أو الرويلي

لجوء الأرمن إلى قبيلة عنزة


في عام 1915، لجأ عدد كبير من شعب أرمينيا إلى بوادي الشام هربًا من بطش العثمانيين، وكانت قبيلة عنزة أول من استقبل اللاجئين الأرمن، عندما لجأوا إلى مضاربها فرارًا من المجازر المعروفة باسم الإبادة الجماعية للأرمن أو مذابح الأرمن أو المحرقة الأرمنية.

وهي عملية قتل جماعي ممنهجة وطرد للأرمن، وقعت على يد حكومة جمعية الاتحاد والترقي خلال الحرب العالمية الأولى. ومع أن مجازر متفرقة قد بدأت منذ منتصف عام 1914م، فإن التاريخ المتفق عليه لبداية الإبادة هو 24 أبريل 1915م، وهو اليوم الذي جمعت فيه السلطات العثمانية مئات من المثقفين والأعيان الأرمن في القسطنطينية (إسطنبول اليوم)، واعتقلتهم ورحّلتهم إلى ولاية أنقرة، حيث لقي أغلبهم حتفهم.

مراحل الإبادة الأرمنية


نُفذت عملية الإبادة على مرحلتين، وقد أمر بها الباشاوات الثلاثة ضمن سياسة التتريك المفروضة بالقوة:

  • المرحلة الأولى: قُتل الذكور البالغون جماعيًا.
  • المرحلة الثانية: أُجبرت النساء والأطفال والشيوخ، حسب “قانون التهجير”، على المشي في مسيرات موت حتى بادية الشام في عامي 1915 و1916م، حيث تعرضوا خلالها للنهب والاغتصاب والقتل بشكل دوري.

وتشير التقديرات إلى أن عدد من أجبر على هذه المسيرات يتراوح بين 800 ألف إلى 1.2 مليون أرمني، وبأن نحو 200 ألف منهم فقط كانوا لا يزالون على قيد الحياة مع نهاية عام 1916م.

وفق بعض التعريفات الموسعة، فإن الإبادة تمتد أيضًا لتشمل عمليات القتل الجماعي خلال الحرب التركية الأرمنية في عام 1920م، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأرمن.

دخول الأرمن والأتراك في حلف عنزة


وبحسب النسابة عبد الله بن عبار العنزي، فإن مجموعات من الأرمن والأتراك دخلوا في حلف قبيلة عنزة، نظرًا لقوة القبيلة واتساع مضاربها، إذ كانت بمثابة دولة تمنح حق اللجوء. وعدّ ذلك من مفاخر قبيلة عنزة ودليلًا على قوتها ومنعتها، وأضاف:

“فخر لقبيلة عنزة أن عناصر من رعايا الدولة التركية دخلوا في حلف القبيلة”.

الشعر في توثيق اللجوء

قال ابن عبار أبياتًا تصف لجوء الأرمن والأتراك لقبيلة عنزة:

عنّاز مبطي تحوش الطيب

يلجأ لها الجالي الخايف

ما فيه شكة ولابه ريب

ولا نقبل المنطق الزايف

دخيلنا يا جد الترحيب

ويبات آمن ومتكايِف

كما قال:

عنّاز ما مجدها ترهيم

بشهود اللي يدفع الخوّه

حمينا اللي يلتجي من ظيم

وحمينا اللي سيق بالقوّه

واللي بحقّه صدر تعميم

زبن علينا وصفى جوّه

وفي موضع آخر، قال:

قل لي وش اللي من التغاريد حيّرك

مجد عنزه ماهو ظنون وهقاوي

لجولهم أرمـن ولجـولهم ترك

وحتى الخديوي جالهم والطحاوي

بطون بني عنزة (قديمًا)


  • بنو هميم بن عبد العزى
  • بنو جلان بن عتيك
  • بنو ضور بن رزاح

بطون عنزة اليوم


أولاً: 

ضنا مسلم

  • بني وهب
    • قبائل ولد علي
    • قبائل المنابة
    • قبائل الشراعبة
  • الجلاس
    • قبائل الرولة
    • قبائل السوالمة
    • قبائل العبادلة
    • قبائل الأشاجعة

ثانيًا: 

بشّر

  • العمارات
    • قبائل الجبل
    • قبائل الدهامشة
    • قبائل السلقا
  • ضنا عبيد
    • قبائل السبعة
    • قبائل ولد سليمان
    • قبائل الفدعان

ثالثًا: 

الهزازنة

  • قبائل آل رشيد
  • قبائل بني هزّان

المراجع


  1. جمهرة أنساب العرب (1/124)
  2. فايز، البدراني بن موسى. خيبر في القرن الثالث عشر. دار البدراني للنشر والتوزيع.
  3. عبد الرحمن عثمان. تاريخ هجر، Nwf.com – نسخة محفوظة 2021-08-04 على موقع واي باك مشين.
  4. Frederick Gerard Peake. تاريخ شرق الأردن وقبائلها – نسخة محفوظة 1 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. القومية العربية حصن الأمة الحصين – نسخة محفوظة 18 مارس 2021 على موقع واي باك مشين.
  6. “معلومات عن جين ديغبي على موقع data.cerl.org” – مؤرشف من الأصل في 13 أغسطس 2019.
  7. الصراع على الرقة قبل قرن – نسخة محفوظة 13 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  8. الصراع على الرقة قبل قرن 2 – نسخة محفوظة 13 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  9. جماعاتنا الأهلية في الجزيرة السوريّة – نسخة محفوظة 28 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  10. الأرمن السوريون يحتفون بالعشائر العربية في منطقة الجزيرة السورية – نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. The Encyclopædia Britannica, Vol. 7, Edited by Hugh Chisholm (1911), p. 3.
  12. Britannica: Istanbul – نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  13. Kieser, Hans-Lukas; Schaller, Dominik J. (2002). Der Völkermord an den Armeniern und die Shoah [بالألمانية]. Chronos, p. 114. ISBN: 3-0340-0561-X
    – Walker, Christopher J. (1980). Armenia: The Survival of A Nation. London: Croom Helm, pp. 200–203.
    – Bryce, Viscount James; Toynbee, Arnold (2000). Sarafian, Ara (Ed.). The Treatment of Armenians in the Ottoman Empire, 1915–1916. Princeton, NJ: Gomidas, pp. 635–649. ISBN: 0-9535191-5-5
  14. Totten, Samuel; Bartrop, Paul Robert; Jacobs, Steven L. (Eds.). Dictionary of Genocide. Greenwood Publishing Group, 2008, p. 19. ISBN: 0-313-34642-9
    – Noël, Lise. Intolerance: A General Survey. Arnold Bennett, 1994, p. 101. ISBN: 0-7735-1187-3
    – Schaefer, T. (Ed.). Encyclopedia of Race, Ethnicity, and Society. Los Angeles: SAGE Publications, 2008, p. 90.
    – Henham, Ralph J.; Behrens, Paul (2007). The Criminal Law of Genocide: International, Comparative and Contextual Aspects, p. 17.
    – Marashlian, Levon (1991). Politics and Demography: Armenians, Turks, and Kurds in the Ottoman Empire. Cambridge, Massachusetts: Zoryan Institute.
    – “8 facts about the Armenian genocide 100 years ago”. اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2015.
    – “100 Years Ago, 1.5 Million Armenians Were Systematically Killed. Today, It’s Still Not A ‘Genocide’.” – اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2015.
  15. الأنساب – السمعاني، المجلد الرابع، ص 507
  16. الجذور التاريخية لقبيلة عنزة الوائلية
  17. نهاية الأرب – القلقشندي
  18. نسب معد واليمن الكبير، الجزء الأول، ص 96
  19. جمهرة النسب – ابن الكلبي، الجزء الثاني، ص 312
  20. ديوان الأخطل
  21. الكنوز الشعبية، الجزء الأول، ص 185
  22. أصدق الدلائل في أنساب بني وائل – ابن عبار
  23. الأنساب – الإمام أبي سعد عبد الكريم السمعاني