هادي بن قرملة هو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الجزيرة العربية، ويعتبر من القادة العسكريين والسياسيين المؤثرين في فترة التأسيس الأولى للدولة السعودية. ينتمي هادي بن قرملة إلى قبيلة قحطان، إحدى القبائل العريقة في نجد والجزيرة العربية، والتي كان لها دور بارز في بداية الدولة السعودية الأولى وتميز منذ صغره بالشجاعة والفروسية، ما أهّله ليكون قائدًا على قبيلته في مرحلة مبكرة من عمره.
التحالف مع الدولة السعودية الأولى:
برز دور هادي بن قرملة بشكل كبير خلال فترة حكم الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، الذي كان يسعى لتوحيد نجد تحت راية الدولة السعودية الأولى. كان هادي قائدًا حكيمًا وذا رؤية استراتيجية، ولهذا كان تحالفه مع الدولة السعودية خطوة هامة في توسعها وتعزيز نفوذها في الجزيرة العربية.
ساهم هادي بن قرملة مع قبيلته في العديد من المعارك الحاسمة التي دارت بين قوات الدولة السعودية وبين القبائل والقوى المعارضة لها، وكان له دور كبير في تثبيت دعائم الدولة في المناطق التي كانت تحت سيطرة قبيلته.
دوره في معركة وادي الدواسر:
تعد معركة وادي الدواسر واحدة من أبرز المعارك التي شارك فيها هادي بن قرملة. في هذه المعركة، أظهر شجاعة فائقة وقيادة متميزة، حيث قاد قواته في مواجهة قوات معارضة كانت تهدد استقرار الدولة السعودية. استطاع بفضل خططه العسكرية المحكمة أن يحقق نصرًا كبيرًا، مما عزز مكانته لدى حكام الدولة السعودية.
معركة وادي الصفراء:
معركة الصفراء واحدة من المعارك المهمة في تاريخ الدولة السعودية الأولى، وقعت في عام 1812م بين قوات الدولة السعودية بقيادة عدة قاده وفرسان منهم الفارس هادي بن قرملة ضد القوات العثمانية بقيادة طوسون باشا، ابن محمد علي باشا والي مصر.
قاد طوسون باشا حملة عسكرية كبيرة بهدف استعادة السيطرة على مناطق الحجاز ونجد التي كانت تحت نفوذ الدولة السعودية الأولى. أثناء تقدمه نحو المناطق الداخلية، واجه القوات السعودية في منطقة الصفراء، وهي موقع استراتيجي في شمال الحجاز.
تميزت المعركة بشجاعة وصمود القبائل العربية، وخاصة قوات قحطان بقيادة هادي بن قرملة وقوات بني هاجر، إضافة إلى دعم من قبائل أخرى مثل العجمان والدواسر وعدة قائل عربية اصيله. على الرغم من الفارق الكبير في التسليح والتدريب بين الجانبين، حيث كانت القوات العثمانية مدعومة بأسلحة حديثة ومدافع، إلا أن القوات السعودية أظهرت مقاومة عنيفة.
المعركة انتهت بانتصار القوات السعودية، وتمكنت من إلحاق هزيمة كبيرة بالقوات العثمانية، مما أدى إلى تراجع حملة طوسون باشا لبعض الوقت قبل أن يتمكن من إعادة ترتيب صفوفه واستئناف الهجوم لاحقًا.
الوفاة والإرث
توفي هادي بن قرملة في أوائل القرن التاسع عشر، مخلفًا وراءه إرثًا من الشجاعة والولاء للدولة السعودية. استمر أبناؤه وأحفاده في لعب دور مهم في تاريخ المملكة، حيث برزوا في ميادين السياسة والحرب.
يظل هادي بن قرملة شخصية محورية في تاريخ الجزيرة العربية، ورمزًا للفروسية والولاء الوطني، ودوره في تأسيس الدولة السعودية وتثبيت أركانها يعد من النقاط المضيئة في تاريخ المملكة.
المصادر:
1. تاريخ نجد للمؤرخ حسين بن غنام.
2. تحفة المشتاق في اخبار نجد والحجاز والعراق للمؤرخ عبدالله بن محمد البسام.
3. الدرر السنية في الأجوبة النجدية جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم.
4. كتاب تاريخ قبائل قحطان المعاصرة.