طبقات النسب

145
طبقات النسب scaled

طبقات النسب


يمكن تصنيف طبقات النسب وفق التسلسل التالي:

1. الشَّعب: وهو النسب الأبعد، مثل عدنان وقحطان.
2. القبيلة: وهي ما يتفرع عن الشعب، مثل ربيعة ومضر من بني عدنان، وسُمّيت قبيلة لتقابل الأنساب فيها.
3. العمارة: وهي ما ينقسم عن القبيلة، مثل قريش التي تنتمي إلى كنانة، وجمعها عمائر.
4. البطن: وهو ما يتفرع عن العمارة، مثل بني عبد مناف وبني مخزوم في قبيلة قريش.
5. الفخذ: وهو ما ينقسم عن البطن، مثل بني هاشم وبني أمية من عبد مناف.
6. الفصيلة: وهي ما يتفرع عن الفخذ، مثل بني أبي طالب وبني العباس من بني هاشم.

وقد قيل إن الفصيلة تُعرف أيضًا بالعشيرة، وهي أقرب الأقارب إلى الشخص، كما قال الله تعالى:
{وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} [المعارج: 13]، أي عشيرته التي تحميه وترتبط به ارتباطًا وثيقًا.

أصل البشر بعد الطوفان


يُجمع المؤرخون والنسَّابون على أن جميع الأمم التي وُجدت على الأرض بعد الطوفان تنحدر من ذرية نوح عليه السلام. أما من كانوا معه في السفينة، فقد ورد أنهم كانوا ثمانين رجلًا من المؤمنين، لكنهم لم يتركوا ذرية، وبالتالي فإن جميع البشر اليوم من نسل نوح. وهذا ما يؤكده قول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات: 77].

موقع استقرار سفينة نوح


• يُقال إن نوحًا عليه السلام، بعد نزوله من السفينة، بنى قرية أطلق عليها اسم “قرية الثمانين” نسبة إلى الذين نجوا معه، وهي تقع حاليًا في شمال العراق بالقرب من الموصل.
• أما السفينة نفسها، فقد استقرت على جبل الجودي القريب من الموصل، وهو جبل كبير يكسوه شجر البلوط، وتُقدّر مسيرته بثلاثة أيام.

أبناء نوح عليه السلام وذريتهم


كان للنبي نوح عليه السلام ثلاثة أبناء، وهم:

1. يافث (الأكبر)
2. سام (الأوسط)
3. حام (الأصغر)

1. نسل يافث

يُعد يافث الأكثر نسلًا بين إخوته، وقد تناسلت منه أمم وشعوب كثيرة، منها:

• الترك، والقبجاق، والتتر، والسلاجقة، والهياطلة، والخلج، والشركس، والخزر، والصقالبة.
• الصين، والإفرنج، والقوط، واليونان.
• يأجوج ومأجوج، الذين سيخرجون في آخر الزمان ويشربون المياه في طريقهم، وقد بنى عليهم ذو القرنين سدًّا من الحديد والنحاس.
• اختلف العلماء في أصل الروم، فهناك رأي يقول إنهم من نسل يافث، بينما يرى آخرون أنهم من نسل عيصو بن إسحاق بن إبراهيم – عليهما السلام، والله أعلم.

2. نسل سام

يحمل سام النسب النبوي، ويُعد نسله أقل عددًا من نسل إخوته، لكنهم يشكلون الشعوب الأساسية في المنطقة العربية، ومنهم:

• العرب، والآشوريون، والسريان، والفرس، والكُرد، والكنعانيون، والنبط، والأرمن.
• بنو مدين: وهم من نسل مدين بن إبراهيم عليه السلام، وكانوا أصهار النبي موسى عليه السلام.
• بنو يعقوب (إسرائيل): وهم نسل النبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

3. نسل حام

يُقال إن حام هو الأب الأصغر لعدة أمم، منها:

• المصريون القدماء (القبط).
• الكوش: وهم سكان السند والهند.
• السودان: بما فيهم الزنج، والحبش، والنوبة، وزويلة.
• هناك خلاف حول أصل البربر، فمنهم من نسبهم إلى حام، ومنهم من قال إنهم كنعانيون من نسل سام. وهناك رأي آخر يربطهم بـ ذرية إسماعيل بن إبراهيم، حيث يُقال إن أحد أجدادهم بر بن قيدر عُوقب بترك أرضه، فقيل له: “اخرج يا بر إلى البر، لستَ برًّا”. ومن هنا جاءت تسمية البربر.
• رأي آخر يقول إن البربر قحطانيون من اليمن، من نسل حِميَر.

ملاحظات تاريخية


1. يرى ابن حزم أن عيصو (عيسو) ومدين من نسل إبراهيم عليه السلام لم يتركوا ذرية ممتدة، وبذلك فإن الروم من نسل يافث. لكن هناك رأي آخر بأن الأدوميين الذين عاشوا في شرق الأردن زمن موسى عليه السلام هم من نسل عيصو.

2. مدين هو ابن إبراهيم عليه السلام، وكان قومه أصهار النبي موسى عليه السلام.

3. خاض بنو مدين حروبًا مع بني إسرائيل في الشام، كما ذكر ابن خلدون في تاريخ العبر (ج3، ص81). لكنهم طغوا وكفروا، فأرسل الله إليهم شعيبًا عليه السلام نبيًا، وكان يُلقب بـ “خطيب الأنبياء” لفصاحته وبلاغته، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه. لكنهم كذبوه، فحلّت بهم الرجفة فأصبحوا جاثمين في ديارهم.

المصادر


١- موسوعة القبائل العربية – محمد سليمان الطيب

٢- المكتبة الشاملة